بينماتمثلالعالميةنزعةصحيةللثقافاتالقوميةوهيتحاولتوسيعرقعةالتعارفبينهاوبينثقافاتالشعوبالمختلفةعلىسطحالأرض،تأتيالعولمةملتبسةالإطار،ومحاطةبالشكوك،لماتتضمنهمنشبهاتالرغبةفيالتهامالثقافاتالقوميةلمصلحةتنميطالعالمفينموذجمحدد،هوالنموذجالغربي.ولماكانالموضوعالثقافي-تحديدًا-هوأكثرالمناشطالإنسانيةارتباطًابالهوية،فإنالأمريوجبالاختلاف.
*الثقافةالقوميةمصدرلقوة-معنويةعلىالأقل-لايجوزالتضحيةبهالمجردسخطناعلىأخطاءالسياسةفيعالمناالعربي.
8الإقصاء«الحداثي»الغربيواجهتهالثقافاتالمحليةبدفاعاتذاتيةمنالانغلاقوالعرقيةوالمذهبية،فكانتأخطاءالطرفينمتبادلة.
*جاءتالعولمةالاقتصاديةبفلسفة«مابعدالحداثة»فاتحةالحدودلهيمنةالثقافةالغربيةفواجههانقّاد«مابعدالكولونيالية»بالدفاععنالخصوصية.
*لنحتفظلأنفسنابحقالاختلافصونًالهويتنا،ولنحتفظللآخرينبهذاالحق،فمنالقبولباختلافالفرقاءيولدالحوارالثقافيالخلاق.
بدوأنكلمةالقوميةصارتتثيرحساسيةالكثيرينمنالمثقفينالعرب،إلىدرجةنسفمفهومالعروبةنفسه.ولاشكأنهذاالمفهومعلىمستوىالممارساتالسياسية،جرىابتذالهفيكثيرمنالأحيان،لكنالمفهومفيارتباطهبالثقافة،«وبمعنىالثقافةالقومية»،يظلممالايمكننفيه،لأنهواقعجغرافيوتاريخيوروحيوإنساني،بينمجموعةبشريةفيرقعةمتواصلةمنالعالم،تجمعهملغةواحدة،ومنازعروحيةثقافيةموحِّدة،وآلامتاريخيةوآمالتتشابهأكثرمماتتباين.
فالثقافةالقوميةفيعالمناالعربيهيعنوانمهممنعناوينالهويةالعربية،وهيإطارجامعلمفرداتثقافيةمشتركةالجذوروالطموح،تشكّلمصدرقوة-معنويةعلىالأقل-ينبغيعدمالتضحيةبهالمجردسخطناعلىأخطاءالسياسةأوالسياساتالعربية.
فيمواجهةرياحالاقتلاع
كانتالملاحظةالسابقةمنصبةعلىالداخلالعربي،والخلطبينقوميةالثقافةوأخطاءالسياسة،أمامنجهةالخارج،فثمةرياحعاتيةتريداقتلاعهذهالخصوصيةالثقافية،لغرسنمطمغايرمنالثقافاتبذريعة«العولمة»،وبالتاليإلغاءالهويةالعربية،أومسخها،لمصلحةهوية«عولمية»،هيفيحقيقةأمرها-وتبعًالمنطقالقوةوالنفوذ-هويةالغرب،بلجزءمهيمنمنهذاالغرب،ونتيجةذلككلهلنتكونإلاتنميطالعالم،وهوأمرمخالفلطبيعةالحياة،ومنطقالوجوداللذينيجداناستمرارهماالصحي،الخلاق،فيالتنوعالذيتغتنيبهالمفرداتمنتكاملهامعبعضها،ويغتنيالكلباغتناءأجزائه.
منهذاالمنطلق،أثاراهتماميكتابالدكتورة«ماريتريز»تحتعنوان«الثقافةالقوميةبينالعالميةوالعولمة»،إذتقولفيمقدمةكتابها:«تنشغلدولالأطرافبكيفيةتمثيلثقافتهاالقوميةعلىالمستوىالعالمي،فيعالميسودهاقتصادالسوقالذيترتبعليهعولمةالثقافة.وتعدالعولمةظاهرةاجتماعيةجديدةلاتقعفينطاقالمهتمينبالسياسةوالاقتصادفحسب،بلالمهتمينبالدراساتالإنسانية،والثقافيةوماتشملهمنالفنونالمكتوبةوالمرئية،والمعلوماتية،والوسائطالمتعددة،وبعضأوجهالرقمنة.لذاتصعبدراسةالعولمةأوالحركاتالبديلةالساعيةلتحقيقالعالميةمنخلالالخصوصيةالثقافيةعبرمنهجمعرفيمنفرد».
ولياعتراضعلىاستخدامتعبير«دولالأطراف»مندونإرجاعهإلىمصادره،فمفهومالمركزوالأطرافلميعدواردًاإلافيقاموسالقوىالهادفةإلىالهيمنة،حيثاستقرفيالوجدانالثقافيالعالميمنطقتساويالثقافاتفيالأهمية،لأنالثقافةبمفهومهاالواسعتعنيمنهجحياةمجتمعبعينه،ومادامحقالاختلافمكفولاً،بلمطلوبًالصحةوسلامةالكل،كماأشرناسالفًا،فإنهلامركزولاأطراف،بلثقافاتمتساويةالأهميةفيإطارالوحدةوالتنوعاللذينيقدمانصورةالثقافةالبشريةالجامعةعلىكوكبالأرض.ولعلالتعبيرجاءفيصيغةالاعتراضالضمنيعليه،بدليلماتلاهمنسياقيكشفعنرؤيةالكاتبةالمعترضةبوضوحعلىالعولمةكوسيلةهيمنةثقافية.وهذاماتؤكدهعندماتقولإنهامعنيةبـ«التحدياتالتيتواجهالثقافةالقوميةفيسعيهاإلىالعالمية،حيثيتهددالعالماليومبمحاولاتعولمةالثقافةعبرالفضائياتوالتكنولوجياالرقمية،التيشاعتبفضلاقتصادالسوقالذيأفرزنظامًامتعديًاللقوميات».
تتعقبالكاتبةالتبدلات،التيطُرحتعلىالساحةالثقافيةالعالمية،قادمةمنالشمال-والغربمنهعلىوجهالخصوص-فترى،ونرىمعها،أنالحداثةالغربيةلمتكنمشروعًامكتملاً،فقدنادتبالمساواةفيدعواهاللعالمية،بينمااتسمتممارساتهابالتمييزبينشمالالعالموجنوبه،وافتقدتالشفافيةبينعواصممايسمى«المركزية»،و«المستوطنات»،مماخلقانقسامًابينالشعوبالمنتجةوالعواصمالمتخمة،فلميدرمواطنوالمركزبمعاناةالشعوبالمقهورة،وترتبعلىهذهالعلاقةالملتبسةبينالثقافاتالمحليةوالحداثةثنائياتفكريةتعملعلىالإقصاء،حيثسعتنزعةالتحديثإلىإدماجالشعوبقسرًافيحركتها.
وأفضتهذه«الحداثة»الغربيةإلىتمييزالتحديثالصناعيوالثقافةالملحقةبهعلىالثقافاتالمحلية.هذاالقسرالثقافيأدىفيالمقابلإلىتشددالمحافظينفيالعالمالثالث،وتمسكهمبالخصوصية،حتىلوكانتمفتقرةإلىالتعقلالعلميوالانفتاحعلىثقافاتالعالم،أيأنالإقصاء«الحداثي»الغربيصارتتواجههالثقافاتالمحليةفيالجنوببدفاعاتذاتيةجوهرهاالانغلاقوالارتباطبالنزعاتالعرقيةوالمذهبية.ولميجدالتحاوروالتكاملالثقافيانمكانًاحقيقيًالهمابينالشمالوالجنوبفيظلأطروحاتالحداثةالغربية.
الشيءنفسهتجددفيزمنالعولمة،بوصفهانظامًااقتصاديًا،ترتبعليهتفاوتفيمصادرالمعرفةوالتعليموالبحثوالنقدالثقافي،وغدامنالمحالالفصلبيندولالمركزوالأطرافنتيجةتوغلالشركاتوالمصارفمتعديةالأقطار،ولميكنعدمالفصلهذاإلانوعًامنالرغبةالغربيةفيالاستحواذ،لكنفيالوقتنفسه،كانهناكعنصرمعاكسينغرسفيقلبهذاالاستحواذ،وهووجودأقلياتثقافيةفيالحياةالعامةوالأكاديمياتالغربية-ونموذجهاالمعروفجيدًالناهوإدواردسعيد-وكوّنتهذهالأقلياتمعارضةلهاثقلهالأطروحاتالعولمةتحتمسمى«مابعدالكولونيالية»فيمواجهةأطروحات«مابعدالحداثة»،التيتمثلالوجهالثقافيالغربيللعولمةالاقتصادية.وعلىهذاالنحو،دخلبنامنظروزمنالعولمةفينظرياتزمنالـ«مابعد»،مابعدالحداثةمنجهةالهيمنةالغربية،ومابعدالكولونياليةمنجهةرافضيهذهالهيمنةالثقافية،سواءكانتإقامتهمفيالغربوعوالمالشمال،أوفيبلدانهمالأمبعوالمالجنوب،فهلأفضتهذهالتنظيراتإلىوضععالميثقافيمخالفلزمنتنظيراتالحداثة،وتفاعلاتهاالمتصادمة،خاصةفيجنوبالعالمالذيينتميإليهعالمناالعربي؟
البحثعنالجذور
لقدتباينتالتعريفات،ولمتتفقعلىماهيةمابعدالحداثةوعلاقتهابمابعدالكولونيالية،فذهبالناقدالأستراليسايمونديورنجفيتعريفهلمابعدالكولونياليةإلىأنهاممثلةلحالةالشعوبوالأمموالجماعات،التيعانتمنالاستعمار،وتريدتأكيدهويتهابعيدًاعنالمفاهيمالأوربية،التيتزعمالعالميةولاتتبناهافيواقعالأمر.منجانبآخر،ذهبالبعضإلىأنمابعدالكولونياليةيستحيلأنتحققالهويةالخالصةلمريديها،فهيمجردخطابنقيضيعملفيإطارالثقافةالأوربيةالسائدة.ويؤكدالناقد«جلالقادر»علىالتداخلبينأنظمةالـ«مابعد»لمرجعيتهاالتاريخيةالمشتركة.أمافيأمريكااللاتينية،والتيهيحالةمزيجمنالخصوصيةالثقافيةالمحلية،والاشتراكالتاريخيمعالثقافةالأوربية،فيتبنىبعضمنظريهاموقفًاوسطًا،ومثالذلكالموقفالتوفيقيالذييتخذهالمفكرالأمريكياللاتيني«فرناندودوتورو»،فهويعارضالموقفالأصوليلبعضكتّابأمريكااللاتينيةفيالسبعينيات،حيثطالبوابالانشقاقعنالفكرالأوربيبحثًاعنجذورهمالقومية،ويجدتوروفيالتشددالأصولي(بالمعنىالثقافيلاالمعنىالدينيالشائعلدينا)مايسيءإلىالكيانالقومي.
لكنهذاالخطابالوسطي،لميكنهوالغالببينمفكريالعالم«الثالث»،(وهومصطلحشاعمنذمؤتمرباندونجلكتلةعدمالانحيازعام1955،وثمةمَنيرىوجوبتغييرهفيزمنتنظيرات«مابعدالكولونيالية»،التيتتضمنوعيًابأنالاستعمارمعتخليهعنأساليبهوصورهالقديمة،صاريتخفىفيأشكالمتعددة،مستخدمًاآلياتجديدةللهيمنة،بينهاالاقتصاد،واحتكارالمعرفةوالتقنيات)،واندفعكثيرونمنمفكريهذاالعالمالثالثلتبنيخطابأصوليمتمسكبالجذورالثقافيةالمحلية،فيأمريكااللاتينيةنفسها،وفيكنداتمسكالكتّابالمنتمونللسكانالأصليينبأساطيرهمالقوميةللتدليلعلىأصالتهم،كماظهرتفيالصيننزعةقويةلإعادةبناءالثقافةالصينيةعلىأسسالتعاليمالكونفشيوسيةلمقاومةالأنظمةالغربية،التيتريدفرضوجودهاالثقافي.
أمافيعالمناالعربي،فقدارتفعصوتالخطابالقوميبمعانيهالثقافيةوالدينية،وهذهالنزعةيمكنتفسيرهابوصفهاآليةلتعريفالذاتوتأكيدها،واعتبارهاعنصرًامنعناصرالمقاومة،لماهودخيلعليهاويسعىلتهميشها.
وفيضوءهذهالحالةواسعةالانتشارفيالعالمالثالث،ينبغيأننعترفبأنالنزعةالأصوليةتجسّدالقلقالاجتماعيإزاءخطابالهيمنةالغربيةالمتستروراءمزاعمالعولمة.فخطابالعولمةالمنبثقعنفلسفة«مابعدالحداثة»عملعلىتقليصالإحساسبالهويةالمشتركةللجماعاتالبشريةفيبقعمحددةمنالعالم،ومثالهاأمتناالعربية،واستهانخطابالعولمةبالتاريخالمشتركلمثلهذهالأمة،رغبةفيتحويلالاهتمامبحاضرتحركهقوانينالسوق،وتصوغهالتطلعاتالاستهلاكية.وفيمواجهةهذاالتعسفمابعدالحداثي،العولمي،الغربي،الذيأحسّكثيرونأنهدفهإضعافروحالأمة،برزتردودأفعالمتجاوزة،تقتطعمنمجملالتاريخالعربيجزءًاوتريدتأصيلهبديلاًلكلالتاريخ،وتوغلفيتجسيمالأساطير،وترويجالخرافات،كأنهابذلكتواجهعفاريتالعولمةوالهيمنةوالغرقالاستهلاكي.ولميكنهذاالجدلالثقافيالعنيفمنالجانبين،الغربيالحداثي،والـ«مابعدحداثي»،والعولمي-منجهة،والشرقيأوالجنوبيالقومي،الأصولي،والـ«مابعدكولونيالي»-منالجهةالمقابلة،لميكنجدلاًصحيًا،وبقدروجوبنقدهفيوجههالعولميالغربي،فإنوجههالقوميينبغيألاتتركتجاوزاتهبغيرنقد،وصولاًإلىحالةسويةمنالحفاظعلىالهوية.
لكنأيشكلللهويةنعني؟
خصوصيةوعالمية
إنالتمسكبالهويةالقومية،بمعناهاالثقافي،هومحاولةمنالشعوب،التيعانتمنالاستعمارأوأشكالهالكولونياليةالأكثرتعقيدًاوالأبرعتخفيًا،لإيجادموضعمتكافئعلىخريطةالعالم،والتكافؤهنالايعنيالمِثل،بلحقالاختلاف،فباستعانتهابالتماسكالقومي،تسعىالشعوبالمهمّشةإلىتجاوزالدورالثانويالذيفرضهعليهاالاستعمارقديمًا،والهيمنةالغربيةحديثًا،وتجاوزهذاالدورالثقافيالثانوي-عبرالتماسكالقومي-يتيحالتمثيلالثقافيالمتوازنعلىالساحةالعالمية.
وبتطبيقذلكعلىالهويةالعربية،فإنالتماسكالثقافي،لجهةقوميةالثقافة،ليسفقطشكلاًدفاعيًاضدمخططاتالهيمنةوالتهميشالثقافيين،بلهوسعينحوعالميةإنسانيةتتكاملفيهاالثقافاتالمختلفةلتخلقحالةحوارثقافيعالميحقيقي،فيإطارتكاملالحضاراتبديلاًللصراعالذيبشربه،وأعدّسيناريوهاتهمفكرونتابعونلقوىالهيمنةالشمالية.وبالرغممنأنهذاالطرحالذيقدمتهالكاتبةيوضّحانحيازه-العادل-للهويةالعربيةممثلةفيخصوصيةالثقافةالقومية،فإننالننعدمبعضالحساسياتالعربية،التييثيرلديهامصطلح«القومية»شجونًاهيذاتطابعسياسي،وهوأمرنقفبعيدًاعنهتمامًامنمنطلقاتالثقافة،ونرددمعالكاتبةدعوتهالموقفبديلمنهذهالحساسية،فبدلاًمنرفضمفهومالقوميةكلية،ينبغيالتمييزبينالمفاهيمالمختلفةللقومية،فقديكونأحدهاأوبعضهادرعًالحمايةالثقافةالعربية،وقديكونالمفهومفيصورةأوصورأخرىعازلاًيصيبهذهالثقافةبالتكلّس.
إذن،لابدمنمراجعةالذاتثقافيًا،والتمسكبخصوصيةهذهالثقافة،والانفتاحعلىالعالمأيضًا.فبهذهالحزمةمنالتجديدالثقافيالداخلي،والتمسكبحقالاختلافمعالثقافاتالأخرى،والسعينحوالعالميةالإنسانيةفيالثقافةمندونتنازلاتمجحفة،كلهذايؤطرلصورةالهويةالعربيةالمنفتحةعلىالعالممندونالوقوعفيفخالعولمةبمقاصدهاالغربيةالراميةإلىالهيمنةوالتهميش.
وهذهالحزمةمنالخصوصيةوالانفتاحالثقافيين،هيالطريقإلىهويةعربيةصحيحةوسطعالمزاخربالتباينات،وبمعنىآخر،الإيمانبضرورةوجودجماعةثقافيةعالميةتشكّلت،وتتشكّل،بفضلتبادلالثقافاتوالتعاطيمعالاختلاف.والهدفمنتبنّيسياسةالاختلاف،أوثقافةالاختلافبمعنىأفضل،هومحاولةتفهمالمغايرةفيتعددالممارساتالثقافيةلتشييدجسرأوجسورمنالحواروالتعاطيمعالمختلف،ليسبوصفهخصمًافينزال،بلبوصفهاحتمالاًلتكاملالهويةالذاتية،وهذايضيفمفهومًالصيقًابثقافةالاختلافهو«العدلالثقافي»الذييعنيالتعاملمعالثقافاتعلىقدمالمساواة.
إنالحفاظعلىخصوصيةالهويةالعربية،والاحتفاظلهابحقالعالمية،ليسمنالمستحيلات،فبتكريسثقافةالاختلافوالتماسكالثقافيالقومي،وعالميةالحوارالثقافي-بمعنىالعطاءوالأخذمعالمختلف-نجحتبعضالمجتمعاتفيمشاريعهاالخاصةتنمويًاوثقافيًا،ولمتتنازلعنإيجابياتهويتهاالقومية،كمانشهدفيمجتمعاتشرقآسيا،التيابتدعتأنظمةتحديثيةنابعةمنثقافتهاالمحلية،دونأنتديرظهرهالمتغيراتالعالممنحولها.
ولعلأوضحمجالاتالثقافةتأثرًابذلكهيمجالاتالآدابوالفنون،فالخصوصيةالمحليةأساسيةفيهماكمافيالحياة،ولكنالخصوصيةلاتكتملإلابالتفاعلمعالآدابالأخرى،وهذايقودناإلىمسألةاللغةالتيهيوسيطالتعبيرالأدبي،وأداةالتواصلالحياتي،والدارسونلتاريخاللغة،انتهواإلىاستحالةإرجاعهاإلىأصولجذريةمعزولة،لكونهافيحالةتولّدومحو،وهذاماينبغيعليناتفهّمه،ونحننصرّعلىحقممارسةالاختلاف،والعدلالثقافي،والسعيلمدأياديالتعارفالعالميبينهويتناالعربية،وهوياتبقيةالشعوب،وبمعنىآخر:عليناأننحتفظلأنفسنابحقالاختلافحفاظًاللخصوصيةوالملاءمة،ونحتفظللآخرينأيضًابهذاالحق.فمنالقبولباختلافالفرقاءيولدالحوارالثقافيالحقيقي،ويتمالأخذوالعطاءعلىقاعدةالعدالةالثقافية،واحترامتعددالهوياتفيالكيانالعالميللبشرية.ومنهناتأتيكلتقنياتالاطلاعالمتبادل،والمعرفةالمتبادلة،لتدعمهذاالتوجهالحميدلعالميةالإنسان،لاعولمةالهيمنة.