أكدت جميع الأبحاث الطبية الواردة من كل دول العالم ضرورة الرضاعة الطبيعية
أهميتها بالنسبة للطفل والأم. وأصبح هذه الدول من يدعو إلى الرضاعة من
ثدي الأم، ما دام فيها إنقاذ لحياة الأبناء ومستقبلهم، لكن هذه الوسلية
لمنقذة يحدث أن تكتنفها مشكلات.. ترى ما هي وما علاجها؟.
لاغرو، أن لبن الأم يحتوي على كل العناصر الغذائية في صورة متوازنة سهـله الهضم. ولا يحمل الأسرة أية نفقات، ومتوافر طوال 24 ساعة يوميا، ولا يتطلب عدادا خاصا. ويحتوي لبن الأم على بعض الأجسام المناعية المضادة للعديد من الميكروبات والفيروسات تقي الطفل كثيرا من الأمراض وبخاصة أمراض الجهاز الهضمي مثل النزلات المعوية، وأمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي. ولبن الأم معقم ويصل الى طفل في درجة الحرارة والتركيز المناسبين له، وبالتالي يحمي الطفل من الاصابة بأمراض الميكروب السبحي وخاصة التهاب اللوزتين والتهاب الأذن الوسطى والحمى الروماتيزمية.. الخ. ويتميز لبن الام بسرعة هضمه وامتصاصه، ولا يسبب أي حساسية أو اضطرابات للطفل كما يسبب اللبن الصناعي، ومن ئم فهو يحميه عن أمراض الحساسية وبخاصة الربو الشعبي والإكزيما.
ليس هذا فحسب، بل ان الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على استعادة قوامها السابق قبل الولادة، فيعود لها وزنها وحجمها السابقان، وتقلل من كميه النزيف في الأسابيع الأولى بعد الولادة. كما تساعد على تقلص الرحم وعودته الى حجمه الطبيعي. وتقي الرضاعة الطبيعية الأم من الاصابة بأمراض الثدي، ولقد دلت الأبحاث الطبية أن ( سرطان الثدي) أقل حدوثا في الامهـات اللاتي يرضعن أطفالهن من أثدائهن. وصدق الله العظيم وهو القائل: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة.
وفي أثناء فترة الرضاعه الطبيعية قد تواجه الأم بعض المشكلات المتعلقة بالرضاعة.. وفي هذا المقال سوف نتعرض لأهم هذه المشكلات:
وضع الرضاعة: لكي تتم الرضاعة على الوجه الصحيح، يجب أن تجلس الأم في وضع مريح لها تماما، ثم تحمل طفلها بين ذراعيها وتضمه إلى صدرها بحيث يكون مائلا قليلا ورأسه الى أعلى، ثم تجعل احدى ذراعيها تحيط بجسم طفلها ورأسه، أما الذراع الأخرى فتسند بها ثديها مع إحاطة ما حول الحلمة بالأصبعين السبابة والوسطى بحيث تسهل دخول الحلمة في فم الطفل، وفي نفس الوقت لا تترك الثدي على أنفه حتى لا يعوق تنفسه.
ابتلاع الهواء: في بعض الأحيان يبتلع الطفل الهواء أثناء ابتلاعه اللبن. ووجود الهواء في معدة الطفل يسبب له مضايقات كثيرة أهمها: الانتفاخ والمغص والقيء. ولذا ننصح الأم بان تربت على ظهر طفلها - وهو في وضع رأسي - بعدة ضربات خفيفة مرة في وسط الرضاعة ومرة ثانية بعد انتهاء الرضاعة ومرة ثالثة بعد ربع ساعة من الرضاعة. وبذلك يستطيع الطفل أن يتجشأ أو (يتكرع) فيخرج بذلك الهواء.
نقص كمية اللبن: تحدث هذه المشكلة كثيرا، ومن علامات نقص كمية اللبن، استمرار الطفل في المص والرضاعة حتى بعد انتهاء رضاعته من كلا الثديين مع نقص وزنه بالمقارنة بعمره ويمكن استعادة نشاط الثدي وزيادة كمية اللبن باتباع التالي:
1- مداومة ارضاع الطفل، فالباعث المهم في افراز اللبن هو رضاعة الطفل للثدي، فإذا انعدمت الرضاعه انعدم اللبن. لذا ننصح الأم بارضاع طفلها كلما شعرت بحاجته الى الرضاعة. وإذا لم تتمكن من ارضاع طفلها لفترة يجب عليها استخراج اللبن من الثدي على فترات منتظمة، ويمكن للأم خلال هذه الفترة - التي قد تستمر حوالي اسبوعين - الاعتماد على الوجبات الصناعية المساعدة.
2 - يجب على الأم الاهتمام بغذائها الذي يجب أن يحتوي على قسط وافر من البروتينات مثل اللبن والبيض واللحوم بالاضافة الى السوائل والفيتامينات والحديد. ولا توجد أدوية تساعد على افراز اللبن وزيادته، ولكن هناك بعض الأغذية التي قد تساعد على افراز اللبن وأهمها: الحلبة والحلاوة الطحينية والسمك والفجل والبطاطا وغيرها. وننصح الأم بتناول كوب من الماء أو أي سائل آخر قبل كل رضعة بحوالي نصف ساعة.
3 - لابد أن تأخذ الأم قسطا وافرا من النوم: مدة 8 ساعات ليلا وساعة أو ساعتين نهارا، مع تجنب السهر، وتجنب الاعمال المنزلية المرهقة قدر الامكان.
4 - يجب على الأم تجنب التوتر والغضب والانفعالات النفسية خاصة في الاسابيع الاولى من الولادة، حيث يؤدي التوتر والانفعال الى فقدان الشهية، وبالتالي تقل كمية اللبن.
5 - على الأم تجنب استخدام أقراص منع الحمل - خاصة في الشهور الستة الأولى - لأنها تقلل من افراز اللبن أو تمنعه أحياناً، ويفضل أن تلجأ الى وسيلة أخرى لمنع الحمل مثل ( اللولب) أو كما يشير عليها الطبيب.
احتقان الثدي باللبن: تظهر هذه المشكلة - عادة - بين اليومين الثالث والخامس من الرضاعة، وتعد أحد الاسباب المهمة في فشل عملية الرضاعة الطبيعية. وتحدث نتيجة انسداد قنوات اللبن وزيادة كمية اللبن من جهـة وضعف امتصاص الطفل الرضيع لهذا اللبن من جهة أخرى، مما يؤدي الى تجمع كمية كبيرة من اللبن، فيصبح الثدي ممتلئا ومنتفخا ومؤلما.
وننصح الأم في هذه الحالة بافراغ ثديها تماما من اللبن بعد كل رضعة، ويتم ذلك بعصر ثديها جيدا. ويمكن الاستعانة على ذلك بتدليك الثدي وعمل حمام ماء دافئ، وللوقاية من احتقان الثدي ننصح الأم بعصر ثديها مرة أو مرتين خلال الشهرين الأخيرين من الحمل مع ارتداء المشدات (السوتيان) المناسبة في أثناء فترة الرضاعة.
تشققات حلمة الثدي: تحدث تشققات حلمة الثدي - عادة - إذا كان الجلد رقيقا ناعما، وتسيب آلاما شديدة للأم عند الرضاعة. ونادرا ما تحدث تشققات بالحلمة إذا قامت الأم برعايتها قبل الولادة. لذا يجب على الأم عمل الآتي للوقاية من حدوث هذه المشكلة:
1 - قبل الولادة: يجب اعداد حلمة الثدي لكي تكون بارزة للأمام وان يمنع دخولها داخل نسيج الثدي، وذلك بجذبها الى الخارج 20 مرة مثلا وتكرر 5 مرات يوميا.
2 - بعد الولادة: يجب على الأم اطالة فترة الرضاعة تدريجيا، بحيث تبدأ بدقيقتين في اليوم الأول من الولادة وحتى عشر دقائق من كل ثدي. ويجب أن تتأكد الأم أن الحلمة والمنطقة البنية المحيطة بها داخل فم الطفل. وبعد انهاء الرضاعة يجب عدم سحب الحلمة من فم الطفل بشدة أو فجأة لأن ذلك يؤدي الى تشقق الحلمة، وينضح بأن تضغط الأم برفق على ذقن الطفل ثم تضع أصبعها الصغير في احدى زوايا فمه، وعندئذ يفتح الطفل فمه، ويمكن للأم حينئذ أن تسحب ثديها بسهولة.
3 - يجب ألا ينام الطفل والحلمة في فمه فإن ذلك يجعلها تجف وهي مبللة فتتعرض بذلك للتشقق. ويجب غسل الحلمة بالماء وتجفيفها جيدا بعد كل رضعة.
4 - عند حدوث تشققات الحلمة يجب اعفاء الثدي المصاب من الرضاعة لمدة أربع وعشرين ساعة وعصر اللبن منه، واستخدام الثدي الآخر مع تعريض الحلمة المصابة للهواء مدة كافية. ويمكن استخدام مرهم بانثينول بعد مس الحلمة المصابة بصبغة الجاوة. كما يمكن استعمال الحلمة الصناعية.. وإذا لم تستجب الحلمة لكل ذلك يجب استشارة الطبيب.
التهاب وخراج الثدي: تحدث هذه المشكلة - عادة - بعد احتقان الثدي نتيجة لعدوى ثانوية بالبكتيريا تصيب منطقة الاحتقان. وبعض الاطباء يفضلون وقف الرضاعة، ولكن الأفضل الاستمرار في الرضاعة من الثدي السليم مع الرضاعة الصناعية المساعدة حتى يتم علاج الثدي المصاب بواسطة المضادات الحيوية أو حسب نصيحة الطبيب المعالج.